“قلة أدب”
قرأت في القرآن
“تبت يدا أبي لهب وتب”
فأعلنت وسائل الاذعان
“ان السكوت من دهب”
أحببت فقري .. ولم أزل أتلو:
“وتب
ما أغنى عنه ماله وما كسب
فصودرت حنجرتي
بجرم قلة الأدب
وصودر القرآن
لأنه .. حرضني على قلة الأدب
“قلم”
جس الطبيب خافقي
وقال لي:
هل هنا الألم؟
قلت له:
نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم!
هز الطبيب رأسه .. ومال وابتسم
وقال لي:
ليس سوى قلم
فقلت: لا يا سيدي
هذا يد .. وفم
رصاصة ودم
وتهمة سافرة.. تمشي بلا قدم
طبيعة صامتة”
في مقلب القمامة
رأيت جثة لها ملامح الأعراب
تجمعت من حولها “النسور”و”الدباب”
تقول: هذي جيفة
كانت تسمى سابقاّ .. كرامة!
“الله أعلم”
أيها الناس اتقوا نار جهنم
ولا تسيئوا الظن بالوالي
فسوء الظن في الشرع محرم
أيها الناس أنا في كل أحوالي
سعيد ومنعم
ليس لي في الدرب سفاح
ولا في البيت مأتم
ودمي غير مباح وفمي غير مكمم
فاذا لم أتكلم
لا تشيعوا أن للوالي يداّ في حبس صوتي
بل أنا يا ناس … أبكم!
قلت ما أعلمه عن حالتي
… والله أعلم!
آه لو لم يحفظ الله كتابه”
أنا لا أدعو
إلى غير السراط المستقيم…
أنا لا أهجو
سوى كل عُتلٍ و زنيم…
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
و أرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
و ضعاف الخلق في قعر الجحيم…
هكذا أبدع فنّي
غير أني
كلما أطلقت حرفاً
أطلق الوالي كلابه
آه لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابة
و محت كلّ كلامٍ
يغضب الوالي الرجيم…
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم…
خمسُ كلماتٍ
كما يسمح قانون الكتابة
هي:
قرآن كريم..
صدق الله العظيم
لو كنت رئيسا”ً
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة…
و أرحت الشعب مما أثقله…
أنا لو كنت رئيساً
لدعوت الرؤساء…
و لألقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
و عن سر العناء…
و لقاطعت جميع الأسئلة…
و قرأت البسملة…
و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة…
“الرجل المناسب”
باسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل…:
رأسه لا يصل الحبل
فماذا سوف أفعل ؟…
بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول…
اللصّ رئيساً للبلاد”
بالتمادي…
يصبح اللصّ بأوربا
مديراً للنوادي…
و بأمريكا…
زعيماً للعصابات و أوكار الفسادِ…
و بأوطاني التي
من شرعها قطع الأيادي…
يصبح اللصّ
رئيساً للبلاد… |